قضايا الشعر الاجتماعي للثالث الثانوي الأدبي والعلمي وفق المنهاج الحديث،
وذلك لمساعدة الطلاب في كتابة موضوعات التعبير، وهو أنموذج ليقوم الطالب بمحاكاته والاستئناس به بعد إذنكم، من خلال عرض المقدمة وفقرة الفقر من الموضوع المذكور، وتسرني توجيهاتكم وملحوظاتكم الكريمة.
الموضوع:
لا يخلو أدب أمة من الأمم من صور للمجتمع الذي نشأ وترعرع فيه، وذلك لأنَ أيَّ أديب لم يكن بمنأىً عمّا يعانيه مجتمعه من أوضاع صعبة تعصف به.
وأدبنا العربي ضرب بسهم كبير من الاهتمام بالقضايا الاجتماعية في قديمه وحديثه، ولذلك أدلى الأدباء ـ شعراء وكتاباً ـ بدلوهم في هذه الأمور اللصيقة بحياتهم ومجتمعهم.
وتُعدُّ ظاهرة الفقر من أهمّ القضايا التي شغلت أدباءنا، وربما أكثرها طرقاً، نظراً للظروف التي عانى منها المجتمع العربي عبر عصوره المتعدّدة، ويكاد لا يخلو أدب عصر من تصوير لما يعانيه الناس من كلاليب الفقر وعقارب العوَز، فالمجتمع الذي يتفرّدُ أغنياؤه بالمال والثروة، يرزح عامة شعبه تحت نير الفقر، ويجثمون داخل توابيت الحاجة، ولم ينجُ كثيرٌ من الشعراء من دمامة الفقر وسوء المعيشة، فكانوا يطرحون نفثاتهم ومعاناتهم في ثنايا قصائدهم تارة، ويفردون لها قصائد تارة أخرى، يصوّرون فيها مظاهر فقرهم وشدة فاقتهم، ناقلين لنا صوراً من بؤسهم وشقائهم.
ولعلّنا نجد في قول الشاعر العباسي أبي الشمقمق خير شاهد، وهو يشكو لنا في أبيات معدودة ما حلّ به من برد وجوع وقلّة في المؤونة والطعام في بيت حقير ضاق عليه حتى يبدو لنا أنه أشقى الناي وأشدهم همّاً وكرباً، فيقول:
ولقد قلت حين أحجرني البر د كما تجحر الكلاب ثعاله
في بييت من الغضارة قفر ليس فيه إلا النوى والنخاله